Blogroll

مواقف الشيخ زايد

Posted by a.k.m On الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011 0 التعليقات
[حادثة سير]
في عام 1982م، حيث كانت أولوية المرور في بعض الدورات المغلقة في أبوظبي للقادم من اليمين على عكس باقي الدوارات، وكان الشيخ زايد ـ رحمة الله عليه ـ يومها يقود سيارته بنفسه يتجول في شوارع أبوظبي يتفقد أعمال الإنشاءات وأحوال المواطنين، ولم تكن السيارة عليها العلم كما هو معتاد من قبل رؤساء الدول، ولم تكن أمام سيارته ولا خلفها أرتال سيارات الحراسة، بل كان ـ رحمة الله عليه ـ يتوقف في إشارات المرور كما يقتضي النظام المروري. وكثيراً ما كان سائقو السيارات يفاجأون بأن من يتوقف في الإشارة على يمينهم أو يسارهم هو رئيس الدولة، ونعود للحديث عن الحادثة ـ يواصل بو مطر حديثه ـ ووصل بسيارته لإحدى تلك الدورات المغلقة، ولم ينتبه رحمة الله عليه ليفاجأ بسيارة تاكسي يقودها سائق آسيوي تصطدم بسيارته صدمة قوية حتى أنه رحمة الله عليه أصيب في كتفه وسافر للعلاج في الخارج، المهم، انتبه بعدها ـ رحمة الله عليه ـ إلى أو أولوية المرور في ذلك الدوار كانت لسائق التاكسي، فعفا عنه، وأرضاه.
تصور أنت لو كانت تلك الحادثة في بلد آخر ومع رئيس آخر غير الشيخ زايد ـ رحمة الله عليه ـ، أعتقد أنها لم تكن لتحدث من الأساس لأنه لا يوجد رئيس دولة يسير في الطريق دون أن يتم إخلاؤه قبل مروره بساعات ولساعات طويلة بعد مروره، ثم تخيل أنت ما كان سيحدث للسائق لو كان في بلد آخر؟!!.. هذه هي عظمة زايد، وهذه العظمة مع التواضع ولين الجانب كانت من أسباب علو قدره وحب الناس له.

 [مشكلة عجيبة.. وحل أعجب]
كان ـ رحمة الله عليه ـ يتجول يوماً بسيارته متفقداً كورنيش أبوظبي.. ولمح سيدة عربية تعرفت عليه فأخذت تحييه من بعيد.. وعندما اقترب منها سمعها تقول: إنها تتمنى أن تصافح الشيخ زايد.. فأمر السائق بالتوقف.. وناداها.. فهرولت للسلام عليه..
وبطبيعة الحال كان الموقف أكبر من تصورها واستيعابها.. فانعقد لسانها.. صافحته ـ رحمة الله عليه ـ وظلت ممسكة بيده دون أن تنطق بكلمة.. وبإنسانيته وعطفه أدرك ما كانت فيه.. فأخذ يخفف عنها ويبتسم لها ويسألها عن أحوالها وأسرتها.. لكنها ظلت شاخصة دون كلمة.. فسألها عن حاجتها.. قالت من بين دموعها: إن لها ستة عشر عاماً في الإمارات.. ولا تريد إلا سلامته.. سألها إن كانت في حاجة للمال فقالت: نحن أسرة ميسورة الحال وزوجي يعمل في إحدى شركات البترول..
وكنت أحلم بمصافحتك لأنك الزعيم العربي الوحيد الذي يمكن أن يقترب منه الناس ويصافحوه.. ولم أحلم بذلك في بلادي.. أنت الرئيس الذي أحبه المواطنون والمقيمون ولو سرت بدون أي حراسة لا تخاف على نفسك فقد أحبك الجميع.. استمر ـ رحمة الله عليه ـ يخفف عنها بابتسامته الحنون وعاد ليسألها: هل لك حاجة.. هل عندك مشكلة لنحلها لك؟.. قالت مندفعة: الآن بدأت مشكلتي.. فابتسم ـ رحمة الله عليه ـ قائلاً قبل أن يتعرف على مشكلتها: سنحلها لك بإذن الله..
ما هي مشكلتك؟ قالت: لن يصدق أهلي وأقاربي وصديقاتي أنني صافحت الشيخ زايد يداً بيد.. فضحك ـ رحمة الله عليه ـ وقال لها: نحن سنجعلهم يصدقون.. وأمرني بأخذ رقم هاتفها.. وفي المساء كنت أدق باب بيتها.. ومعي مبلغ من المال.. ومجموعة هدايا قيمة.. وساعة يد حريمي عليها صورته ـ رحمة الله عليه ـ.. وأبلغتها رسالة منه: الآن سيصدقون أنك صافحتي زايد يداً بيد.

[قصه عجيبة]

كان من عادته رحمة الله عليه أن يتناول طعام الغداء مع جميع أبنائه، ويجلس معهم مدة من الوقت، ثم يرخصهم ليمضي كل منهم لحال سبيله، أما في رمضان فكانوا يتجمعون عنده عقب الإفطار يجلسون لساعة أو ساعتين، وذات يوم، وبعد أن انصرف أبناء زايد والآخرون ولم يبق إلا خاصته، وحوالي منتصف الليل، دق جرس هاتفي عدة مرات ولم أرد عليه احتراماً للجلسة التي كنا فيها، ولما وصل الأمر إلى ما يقارب عشرة اتصالات من هاتف واحد أمرني رحمة الله عليه أن أرد على التليفون فربما كان هناك شيء مهم طالما أن صاحب الاتصال يلح عليه.
وعندما رددت جاءني من الجانب الآخر صوت سيدة عربية لا أعرفها، لكنها قالت لي: أنا تعبت وأنا أبحث عن رقم هاتفك، وأعلم أنك قريب من الشيخ زايد، وأنك توصل إليه حاجة الناس، إنني أستحلفك بالله أن تخبر الشيخ زايد عن حالتي، فزوجي مدين بمبلغ ستين ألف درهم، وهو في السجن، ولا أعرف كيف أدبر هذا المبلغ الكبير، وأنا وأولادي في ظروف في غاية السوء، أنا أريد الإفراج عن زوجي ونعدك بأننا لن نبقى في بلدكم، لا نريد البقاء بعد الإفراج عن زوجي.
وعندما انتهت المكالمة سألني الشيخ زايد رحمة الله عليه عنها فأخبرته بتفاصيلها، فاستاء ـ رحمة الله عليه ـ وأمرني بأن أبادر بتسديد ديون الرجل والإفراج عنه فوراً ـ ثم تساءل سعيد ـ أتدري لماذا استاء رحمة الله عليه؟ ـ وأجاب ـ لأن السيدة قالت: لا نريد البقاء في الإمارات، نريد العودة إلى بلادنا، فقط، أفرجوا عن زوجي، وبعد نصف ساعة كنت على باب بيتها أبلغها بأوامره رحمة الله عليه بالإفراج عن زوجها، وأعطيتها مبلغاً إضافياً من المال، وأمرني أن أبلغها بأن الشيخ زايد يريد أن تبقى في البلاد ولا ترحل عنها، وأن تبقى كأنها في وطنها.

0 التعليقات:

إرسال تعليق